اقتحمت سيدة سعودية مدرسة البنين في حائل، لتأخذ ابنها بقوة السلاح، فقاومها مدير المدرسة وضربها في محاولة لمنعها.. أثارت الحادثة استغراب المجتمع السعودي وغضبه، وانقسم الناس بين مؤيد للمرأة، في شدة ارتباطها بأطفالها وخوفها من أن يأخذهم زوجها منها بعد خلافها معه، وبين مُعارض لاستخدامها المسدس لترهيب الإدارة وأخذ ولدها بالقوة. «سيدتي» تابعت القضية، وتحدثت إلى والدتها وزوجها وشقيقها، لمعرفة الدوافع وراء هذا التصرف.
في إحدى القرى جنوب حائل، دخلت امرأة تحمل رشاشًا إلى مدرسة البنين، ولم يتردد مدير المدرسة في مقاومتها، والإمساك بها حتى وصلت دورية الشرطة وألقت القبض عليها، وأثبت المحضر العثور على سلاح من نوع رشاش وطلقتين ومسدس لعبة للأطفال لدى مدير المدرسة، وفي مركز الشرطة تراشق زوجها وأخوه وشقيقها ووالدها الاتهامات.
«سيدتي» أجرت اتصالاً بزوجها، الذي يعمل مدرسًا للمرحلة الابتدائية بمدرسة الذكري الابتدائية للبنين بحائل، لمعرفة ملابسات القضية وسألناه بداية:
ما الأسباب التي دفعت زوجتك لاقتحام المدرسة- والتي تعمل فيها أنت أيضًا- لاستلام ابنك؟
لا توجد أسباب حقيقية، وأُسمي هذا التصرف تهورًا وإثارة للذعر، وأعتبرها مدانة، ويشهد على فعلتها المعلمون والطلبة، كما أن تواجدها في مدرسة للبنين لم يكن لائقًا، وكان يجدر بها البقاء في منزلها والاهتمام بشؤون أطفالها، وللأسف لم أكن متواجدًا في المدرسة في ذلك اليوم.
كيف كانت حياتك الزوجية معها في الفترة الأخيرة؟
تزوجت من ابنة عمي، ولي منها ثلاثة أبناء، ولد عمره 7 سنوات، وفتاتان إحداهما 8 سنوات في الثاني الابتدائي، والأخرى ثلاث سنوات، وخلال حياتي معها لم أذق طعم الراحة، فقد كانت كثيرة المشاكل، وعصبية جدا، وكنت أتحملها باعتبارها أمية، لكنها لم تهتم بي كزوج، ولم تعتن بأطفالها، فقد توفي لنا ثلاثة من الأبناء، الأول توفي وعمره 10 أشهر، والثاني 11 شهرًا، والثالث ستة أشهر. كانت تزعجني وقت نومي وتقلق راحتي بمشاجرات لا داعي لها، وكثيرًا ما كانت تخرج من المنزل بالليل ودون غطاء أو عباءة، فكرت أكثر من مرة أن أطلقها وكنت أتراجع لأنها ابنة عمي.
هل تعاني زوجتك من أمراض نفسية أو عضوية؟
كثيرًا ما تشتكي أنها مريضة، ولديها أصناف لا حصر لها من الأدوية، طبية وعشبية، كما لجأت إلى العلاج بالرقية الشرعية، وكنت أذهب معها ومع والدتها للمعالجين، وقد حاولت أن أذهب بها إلى مستشفى نفسي، ولكن والديها كانا يرفضان
ماذا حدث قبل يوم اقتحامها المدرسة؟
جاء والدها (عمي) إلى المنزل، وطلب من زوجتي الذهاب معه لكي ترعى له البعير، إلا أنني رفضت لأن منزلها وأبناءها أولى بها، فغضب عمي وأصرّ على أن يأخذ ابنته، ولم أتمكن من منعه، كونه عمي وكبيرًا في السن، عمره قرابة 85 سنة، فأذعنت لإرادته، ومع ذلك كلّمت أخاها الكبير فلم يتجاوب معي، وفي اليوم التالي فوجئت باقتحامها المدرسة، وكان معها ابن أخيها وابنة عمها (طليقة أخيها).
نفى شقيق الزوجة جميع الاتهامات التي وُجهت لشقيقته، وسرد لـ «سيدتي» جانبًا من خلافات زوجها معها، وقدم صورة مغايرة لواقعة إشهارها السلاح، قائلاً: «تلقى والدي اتصالاً من أختي تستنجده لينقذها من زوجها، فتوجه إليها، ليجدها ملقاة على الأرض ملطخة بدمائها، وقد تعرضت للضرب، فتوجه بها إلى أحد المستشفيات بحائل، وتم رفع تقرير طبي إلى الشرطة، وقدمت أختي مع والدي دعوى قضائية ضد زوجها بتهمة التعدي عليها بالضرب والعنف، وتهديدها بالقتل وحرمانها من أطفالها، وبمرورالوقت كانت أختي تزداد غضبًا وتخاف على أبنائها من عدوانية زوجها، لدرجة أنها تتهمه بالتسبب في إجهاضها ثلاث مرات- نتيجة ضربه إيَّاها».
وعن يوم الحادثة يستطرد شقيقها: «بعد ذلك اليوم توجهت أختي إلى مدرسة الذكري للبنين بحائل، ومعها سلاح رشاش، وكانت معها ابنة عمها وبحوزتها مسدس (لعبة أطفال)، وكان معهما أيضًا ابن أخيها، وعمره 19 سنة، والسلاح مرخص، ويخص والدي، وأخذته معها لأنها خافت من زوجها الذي يعمل مدرسًا في المدرسة.
وفي نفس اليوم ذهبت إلى مدرسة البنات لتصطحب ابنتها، إلا أن مديرة المدرسة، وهي زوجة أخ زوجها، أسرعت لتُخبر زوجها، الذي توجه إلى المدرسة لمنع زوجة أخيه من أخذ ابنتها، ثم حاولت أيضًا أخذ ابنها البالغ من العمر 7 سنوات، وهو في الصف الأول ابتدائي، وكانت خارج المدرسة، وطلبت أن يخرج إليها ابنها، وأنها لا تريد المشاكل، إلا أن مدير المدرسة (أخ زوجها) حاول الاعتداء عليها، فأخرجت الرشاش، وهددته في حال ضربها، أو إذا لم يسمح لها بأخذ ابنها فسوف تطلق عليهم الرصاص، فتمكن أخو زوجها من انتزاع السلاح منها، ثم اعتدى عليها بالضرب، كما اعتدوا على ابن أخيها، وضربه المعلمون ضربًا مبرحًا، ثم ذهبت أختي مع ابنة عمها وابن أخيها إلى الشرطة، وقدمت بلاغًا ضد زوجها وأخيه، فتم تحويلها ومدير المدرسة والمعلمين إلى المستشفى لادعائهم بأنهم تعرضوا للعنف من قبل أختي»...