الرئيسية
تمكن فريق طبي مغربي، بقيادة جراح شاب، من إجراء عملية جراحية معقدة لرضيع في أسبوعه الأول، وُلد بأعضاء مقلوبة، وتكللت بالنجاح رغم صعوبتها، «سيدتي» زارت المستشفى بالرباط وحاورت الدكتور يونس الشيخاوي، قائد الفريق الطبي، ليُطلعنا على الحالة النادرة للرضيع آدم منصور..«تعتبر العملية الجراحية التي أجريناها من أعقد عمليات القلب»، هكذا يصف الدكتور يونس الحالة بأنها «انقلاب شرايين»، ويضيف: «الوافد على المصحة رضيع في يومه الثالث، وحالته نادرة، إذ تبدو أعضاء جسمه كالمنعكسة أمام مرآة، أي ليست في موقعها المعتاد، مما طرح أمامنا الكثير من التساؤلات، منها: كيف نتعامل مع الوضع في ظل انقلاب الأعضاء الأخرى، كان هناك تخوف بنسبة 90%، ولكن كان لابد من التدخل الجراحي لإنقاذ الرضيع، وبعد الفحوصات والتحاليل، أخضعنا آدم للعملية، التي استغرقت سبع ساعات».
لن تؤثر على نشاطه!
وعن التحضير للعملية، يقول د. يونس: اشتغلنا وفق تقنيات عالية، وكنا تحت طائلة ضغط كبير، وأجرينا بحثًا في العديد من النشرات الطبية العالمية، ووجدنا أن حالة آدم نادرة، حيثُ تمت مثيلتها في الولايات المتحدة الأميركية، ونسبة النجاح فيها ضئيلة، وتتطلب جراحة في الأيام الأولى من الولادة، حتى لا تحدث الوفاة، لم يكن القرار سهلاً، وبعد تفكير أقبلنا على العملية، وفي البداية وضعنا قلبًا اصطناعيًّا مكان القلب الطبيعي، الذي أعدناه إلى مكانه بعد تصحيح وضع الشرايين، فيما الأعضاء الأخرى تركناها في وضعها المعكوس مادامت تؤدي وظائفها بشكل طبيعي، ولن تؤثر على الطفل، بل سيعيش حياة طبيعية ككل الأطفال.
حالة استثنائية
أما الدكتورة هند الخياري، طبيبة الإنعاش، التي أُحيل إليها الطفل آدم منصور، فتقول: كانت حالة آدم استثنائية، فقد عرض عليَّ بعد العملية الجراحية، وكانت حالته في الأسبوع الأول دقيقة للغاية، وتم وضعه تحت التنفس الاصطناعي لمدة خمسة عشر يومًا، كما أن القلب كان معتادًا على كيفية معينة من الاشتغال، وبعد العملية أصبح ينعطف إلى جهة أخرى، ويتكيف مع المعطيات الجديدة، حرصنا على مراقبة القلب لنعرف مدى تحمله لهذا التغيير، لكن بعدها تحسن، ووزنه الآن جيد، إذْ يبلغ أربعة كيلوغرامات، وهو وزن طبيعي لرضيع في أسبوعه الخامس.
لن يغادر حضني!
عاشت أم آدم، بشرى بوكار، لحظات عصيبة أثناء وبعد الولادة، وعن ذلك تقول: لا أريد أن أسترجع ما وقع، فبعد الولادة طلب الطبيب نقله للعاصمة الرباط على وجه السرعة، وبالفعل حملوه في سيارة الإسعاف، ورافقه والده وأفراد من عائلتي وعائلة زوجي، فيما بقيت بفاس نظرًا لحالتي الصحية، لم أعرف أن آدم يعاني من انقلاب الشرايين والأعضاء إلا بعد أن تقرر إجراء التدخل الطبي، مرَّ ذاك اليوم كأنه قرن، وكل ما أحتاجه بعدما أنقذ الفريق الطبي ابني أن ينعم بحضني لا غير.
